قصة بنت غادة المكان من حواليا ضلمة، الجو برد، أول مرة أحس اني خايفة بالشكل ده، في خيالات بتتحرك من بعيد، كأنها بتتمايل برتم معين، بتلف حوالين نفسها، أصوات داخلة في بعضها، ايدين ملفوفة على رقبتي، بتحاول تخنقني، جسمي بيتنفض، كنت مقتنعة اني بموت لأني مش قادرة آخد نفسي، حسيت إن دي أكيد النهاية، بس فجأة…
******
فتحت عينيا بفزع، قومت قعدت على السرير، شديت عليا البطانية، بصيت حواليا، الدنيا كانت عتمة أوي، مع ان صوت العصافير اللي جاي من برة، بيثبت ان النهار طلع، آه، آه افتكرت، ده أكيد عشان الستاير الجديدة، اللي اشترتها للأوضة بتاعتي، أنا فعلا من كام يوم، جبت ستاير بلاك أوت وكدة، أصل أنا نومي خفيف، مجرد دخول النور للأوضة، من ورا الشيش وهو مقفول، بيفصلني، مش بعرف أكمل نوم لو صحيت، باخد وقت كتير على ما أروح في النوم، لما بفوق بيبقى عليه العوض.
في اليوم ده، فضلت قاعدة على السرير بتاع نص ساعة كده، لا عارفة أكمل نوم، ولا قادرة أقوم، لأن جسمي كله مكسر ومهدود. مسكت الموبايل شوية، الوقت سرقني، ماحستش بنفسي غير لما لقيت بطارية الموبايل ضعيفة، ساعتها بس قومت عشان أحطه على الشاحن، كنت مستغربة أوي، ازاي ماما سيباني نايمة لحد دلوقتي، في العادى بتصحيني قبل كده، معقولة خرجت من غير ما تصحيني، ولعت نور الأوضة، دورت على الشاحن هنا وهنا، تقريبا قلبت الأوضة عليه بس مالقتهوش، قولت لنفسي…
-هو مازن الجزمة، مافيش غيرة اللي بياخده، من غير استأذان.
فتحت الباب وناديت عليه وأنا رايحة على أوضته وبقول…
-أنت يازفت، ياللي واخد الشاحن بتاعي، ماتبطل بلطجة يلا وتجيبلك واحد، أبو تقل دمك وغتاتتك.
فتحت باب الأوضة من غير ما خبط، كنت لسة ببرطم بالكلام وفجأة، اتسمرت في مكاني، فقدت النطق، حسيت ان عقلي اتشل، ماكنتش مستوعبة المنظر، بلعت ريقي بخوف، فتحت عينيا وقفلتها كذا مرة، قلبي كان بيدق بسرعة، دموعي غرقت وشي.. جريت عليه وهزيته كذا مرة، فضلت أصرخ وأنادي على بابا وماما، حاولت أفوقه، كنت فاكرة ان ده كله مقلب، كل اللي كنت بفكر فيه ساعتها انه لا أكيد ده مش دم بجد، لحد ما حطيت ايدي جت على الجرح اللي في جنب رقبته، صرخت، رجعت لورا، وجسمي كله بيترعش ، غصب عني اتكعبلت ووقعت، كل اللي طلع عليا ساعتها، اني أصرخ وأعيط، الخبط على باب الشقة كان بيزيد، أكيد الجيران سمعوني، ماكنتش قادرة أقف على رجلي، كل ما كنت بحاول؛ بقع، وصلت للباب بأعجوبة، كنت منهارة من العياط، أول ما شوفت طنط فاطمة جارتنا، اترميت في حضنها، جسمي كله كان بيتنفض، فضلت تطبطب عليا، حاولت تهديني، عشان تفهم اللي حصل، بس أنا ماكنتش قادرة أتكلم، شاورتلها بس على الأوضة بتاعة مازن، الاتنين تلاتة اللي كانوا واقفين، دخلوا عشان يشوفوا في ايه، أما أنا ف سندت راسي على كتفها وبكيت بحرقة، عقلي لحد دلوقتي مش مستوعب اللي حصل، كنت سامعه الناس من جوة وهما بيقولوا…
-لا حول ولا قوة الا بالله، مين اللي عمل فيه كدة؟
ساعتها عمو مصطفى جوز طنط فاطمة، طلع من الأوضة وسألني…
-هو أبوكي وأمك فين يا صفية؟
-مش عارفة ماما فين، بس أكيد بابا في المحكمة، النهاردة الاتنين، عنده شغل.
-طيب أنا هتصل بيه أشوفه فين وأبلغه باللي حصل، لازم يجي يشوف هنتصرف ازاي.
هزيت راسي وسكت، طلع موبايله، اتصل بيه، مرة اتنين، ماكنش بيرد، بصلي باستغراب…
-ممكن يكون في جلسة يا عمو وعامل موبايله صامت، حاول ترن على ماما كده، ممكن هي ترد.
-هو ايه اللي حصل أصلا؟
-مش عارفة، أنا قومت من النوم، قعدت على الموبايل شوية، بعد كدة دخلت أوضته عشان آخد الشاحن بتاعي، بس اتصدمت لما لقيته غرقان في دمه، مش عارفة ايه حصل، ولا مين عمل فيه كدة، وازاي؟
-طيب اهدي ومليني رقم والدتك.
-مش فاكراة، حاسه ان دماغي كلها اتمسحت بأستيكة.
-طيب خلاص، خلاص، هروح أجيب موبايل فاطمة وآخده من عليه عادي.
بعد كام دقيقة، سمعنا صوت موبايل أمي، كان بيرن في الأوضة، بصيت لطنط فاطمة وقولتلها…
-هي أكيد نسيته جوه، مش معقولة تكون نايمة، بعد كل اللي حصل ده، أكيد نسيته وهي نازلة.
في اللحظة دي دخل عمو مصطفى وهو بيقول…
-بيدي جرس للآخر، بس مابتردش.
-احنا سمعنا تليفونها بيرن في الأوضة بتاعتهم جوه.
-طيب ادخلي هاتيه يا صفية، نرن على أبوكي منه، يمكن يفهم ان في حاجة مهمة، أو يرد لما يلاقي رقم والدتك اللي بيتصل بيه.
-حاضر يا عمو.
قلبي كان بيدق بسرعة، ماعرفش ليه خايفة، حطيت ايدي على أوكرة الباب، دورتها وزقيته؛ اتفتح، الزمن وقف بيا، ماعرفتش أتحرك من مكاني، لا قادرة أتكلم ولا أصرخ، سامعة صوت عمو مصطفى وطنط فاطمة جاي من ورايا، بس مش قادرة أتخطي المنظر اللي قدامي، فضلت متجمدة كدة، لحد ما طنط فاطمة شدتني من هدومي وبعدتني عن الباب، ساعتها عمو مصطفى دخل الأوضة، عشان يشوف في ايه، دموعي كانت نازلة زي الشلال، سيبتهم وجريت على أوضتي، اترميت على السرير، شديت الغطا، حاولت أنام، ده كابوس وأكيد لما أفوق، هلاقي كل حاجة زي ماهي، ماحدش فيهم هيجراله حاجة لا، الوقت كان بيعدي ببطء فظيع، سامعة صوت ناس غريبة برة في الصالة، حاولت أقنع نفسي ان كل ده هينتهي حالا، تحديدا أول ما ماما تفتح باب الأوضة وتدخل تصحيني، بس أحيانا، الواقع بيبقى أصعب من الكوابيس، أول ما خدت بالي ان أوكرة الباب بتتحرك، شديت على وشي البطانية، وعملت نفسي نايمة، صوت خطوات الرجلين اختفت جنب السرير؛ لما صاحبها وقف، البطانية اتشالت من على وشي بالتدريج، فتحت عينيا، شوفت طنط فاطمة جارتنا، عينيها كانت منفخة من العياط، طبطبت عليا وشدتني لحضنها، من غير ما أحسبها لقيتني بقولها…
-هي ماما فين، الكابوس ده لسه ماخلصش؟
-وحدي الله يا صفية، انتي مش صغيرة، أكيد عارفة انهم في مكان أحسن دلوقتي، عمك مصطفى بلغ باللي حصل، ووكيل النيابة برة، عاوز يسألك على كام حاجة كدة.
-مش هكلم حد، سيبوني في حالي.
-يا حبيبتي افهمي، لازم يعرف اللي حصل منك، حاولت أخليه يسيبك تهدي الأول، بس رفض وصمم يتكلم معاكي أول واحدة.
-حاضر هخرج له، ياريتني كنت موت زيهم وارتاحت.
-بعيد الشر يلا يا حبيبتي، ماتدعيش على نفسك.
نزلت من السرير ووقفت على الأرض، حسيت ان جسمي كله سايب؛ كنت هقع، بس هي لحقتني، سندتني لحد ما طلعنا الصالة، قعدتني لى الكرسي، دخلت المطبخ بسرعة ورجعت شايلة كوباية في ايدها، ناولتهالي وقالت…
-اشربي يا حبيبتي عشان تصلبي طولك، ماينغعش تبقي كده.
-مش قادرة والله يا طنط.
قاطع كلامنا واحد غريب كده قالي…
-اسمك وسنك؟
-صفية مختار، أنا أكبر من مازن الله يرحمه ب 3 سنين.
-كنتي فين لما حصلهم كده؟
-كنت نايمة.
-معقولة! ماحاستيش بحاجة وانتي نايمة! خناقة مثلا، صوت عالي، حد جه زاركم الصبح بدري؟!
-لا ماحستش بأي حاجة، بالعكس، كنت مستغربة، مش فاهمة ماما سيباني أنام كل الوقت ده ليه.
-لما صحيتي عملتي ايه؟
-قعدت على النت شوية، بعدها دخلت اجيب الشاحن من مازن…
حكيتله كل اللي حصل، بعدها لقيته بيقولي…
– طيب ماكانش في حاجة غريبة، باب الشقة مفتوح مثلا، شباك الأوضة متوارب!
-لا الباب كان مقفول، فتحته للجيران بنفسي، حضرتك تقدر تتأكد منهم.
– ده يخلينا نفترض إن القاتل معاه نسخة من مفتاح البيت.
-مش عارفة، بس ماعتقدش ان مفتاح الشقة يكون مع حد غريب.
-الباب مافيش عليه آثار عنف يا آنسة، معنى كدة انه اتفتح عادي، ده في حد ذاته بيأكد ان كان في حد غريب معاه المفتاح، أو حد من أهل البيت فتح للقاتل بنفسه.
-هما أربع نسخ، كل واحد فينا معاه واحد، احنا الأربعة كنا في البيت، مافيش حد اشتكى قبل كده انه مفتاحه ضاع.
-خلينا متفقين ان في حد دخل خلص عليهم، أو حد فتح للقاتل وماكنش مديله خوانة، فدخله بيته ببساطة.
-مش عارفة، بجد مش عارفة.
-في مشاكل وعداوات بينكوا وبين حد؟
-يعني ماعتقدش انها توصل للقتل، دي مجرد خناقات عادية.
-العادي ليكي، ممكن مايكونش عادي، من وجهة نظري كوكيل نيابة، ياريت تحكيلي كل حاجة بشكل ودي.
-بابا وعمي كانوا متخانقين من كام يوم على ايجارة الأرض.
-معلش ياريت من البداية وبالتفصيل.
-حاضر.. احنا كنا بنتغدى آخر النهار، لما بابا رجع من المحكمة، ساعتها الجرس رن، مازن قام فتح، بعد ثواني.. دخل وعمي كان وراه، بابا قام ورحب بيه، حلف عليه ياكل معانا، بعد الحاح كتير، عمي وافق، قعد معانا على السفرة، ماما قامت جابتله طبق وبدأ ياكل، بس فجأة قال لبابا…
-ابن عمك عاوز يشتري الأرض مننا، ايه رأيك يا سيادة المستشار؟
-أرض مين؟
-الأرض اللي في البلد، عاوز يزرعها كلها.
-عاوزنا نفرط في أرض أبونا.
-نفرط ايه، احنا هنبيعها، يعني كسبانين، بدل الايجار اللي بيجي كام مالطوش مايعملوش حاجة في الغلا ده.
-لا أنت ولا أنا محتاجين فلوس، عشان نبيع الأرض.
-أتكلم على نفسك، أنا محتاج الفلوس دي.
-خلاص ابقى خد الايجاره كلها لوحدك عادي، بس بياعة أنا مش هبيع.
-ايه الكلام الماسخ ده، أنا متفق مع ابن عمك، قولتله انك مش هتعترض.
-انت اتفقت، أنا لا، بياعة مش هبيع.
-هو انت فكرك انك هترجع البلد وتقعد هناك وتلبس تاني الجلابية بعد ما تطلع معاش.
-مايخصكش يا أخي، من حكم في ماله ما ظلم.
ساعتها ساب المعلقة من ايده، وقف وخبط بايده على السفرة وهو بيقول…
-عاوز تصغر أخوك الكبير، اياك تكون فاكر اني هسيبك تطلعني عيل قدامهم، برضاك، أو غصبانية هتوافق وهتبيع.
-بتضيع وقتك يا أخويا يا كبير.
-هنشوف يا ابن أبويا، هنشوف.
خد نفسه ومشي، من يومها مااتصلش حتى.
-تقدري تقوليلي الكلام ده حصل امتى بالظبط؟
-احنا النهاردة الخميس، أعتقد كان السبت.
-تمام، في حد تاني بينكم وبينه مشاكل؟ أو عداوة؟
-خالي، كلم أمي أول امبارح وطلب منها نسيب الشقة عشان عاوز يبيع نصيبه فيها.
-هو خالك ليه نصيب في شقتكوا ازاي؟
-الشقة دي بتاعة جدتي الله يرحمها، كانت روحها في ماما، طلبت من بابا يقعدوا معاها، لأنها كده كده بطولها، بعد ما جدتي اتوفت، خالي طلب من أمي تخلصه في نصيبه، بس ماما ماكنش معاها فلوس، اتحرجت تقول لبابا على المكالمة بتاعته، امبارح بالليل، جالنا البيت، بابا كان عند صاحبه، ومازن كان بره، زعق، عمل وش كتير، هددها انه هيطربق الدنيا باللي فيها علينا لو ما سبناش الشقة أو خلصناه في نصيبه.
-تمام، احنا هنحقق معاهم، وهنفرغ الكاميرات اللي موجودة في المكان كله، عشان نقدر نحدد اللي دخل واللي خرج، ده غير البصمات أكيد هتلعب دور مهم، وتقرير الطب الشرعي، ماتقلقيش، ان شاء الله هنوصل للي عمل كدة في أقرب وقت، مش عارف أقولك البقاء لله، ولا حمد لله على السلامة ان ربنا نجاكي، واضح ان القاتل؛ ماكنش يعرف انك في البيت أصلا، والا كان خلص عليكي انتي كمان.
بصيت لطنط فاطمة بخوف، خدتني في حضنها، وكيل النيابة قام عشان يعاين مسرح الجريمة، مش متخيلة، بيتنا الدافي.. بقى مسرح جريمة، وأهلي هما الضحايا، أنا مش مسامحة اللي حرمني منهم، حقيقي مش مسمحاه.
كان أصعب يوم يعدي عليا في حياتي كلها، بهدلة، حرقة دم وأعصاب، قهرة، طنط فاطمة وعمو مصطفى جوزها، ماسابونيش ولا لحظة، لحد ما دفناهم ورجعوا معايا الشقة، أول ما دخلت، قعدت على الكرسي، هو نفسه اللي بابا كان بيقعد عليه، لما يرجع من الشغل، عشان ياخد نفسه ويرتاح، كنت شايلة هموم الدنيا كلها فوق كتافي فعلا، شايفة الدنيا سودة، بالعافية دخلت أوضتي، اترميت على السرير وسحبت عليا الغطا، طنط فاطمة اتحايلت عليا عشان آكل أي لقمة أسد بيها جوعي، بس جوع ايه، أنا ماكنتش جعانة، محتاجة أترمي في حضن أمي أو أبويا وأعيط، أو أبص لمازن وأهزر وأرخم عليه، لما زهقت، خرجت من الأوضة وسابتني، ماعرفتش أنام، كل ما أغمض عيني أفتكر منظرهم وهما سايحين في دمهم، قومت قعدت على السرير ومسكت دماغي وفضلت أخبط فيه، لحد ما انفجرت في العياط، ماكنتش قادرة أبطل، وماعرفش هديت امتى وازاي، بس لما صحيت من النوم، عينيا كانت منفوخة، بصيت حواليا بضعف، قومت قعدت في الصالة، أول مرة أصحى بدري، فضلت باصة لباب أوضة ماما وبابا، زي ما أكون مستنياها تطلع منها، عشان أكون أول حاجة تشوفها، وتعرف اني صحيت بدري، من غير ما تتحايل عليا بالساعات، بس احنا أوقات بنتغير بعد فوات الأوان، ماما مش هتعرف اني بقيت بصحي بدري.
كنت قاعدة مكاني سرحانة، لكن مرة واحدة، سمعت صوت مازن، في الأول بلعت ريقي بخوف وقولت..
– دي أكيد تهيؤات.
بس سمعته وهو بينادي تاني…
-يا زفتتتته يا صفية، اعمليلي النسكافية بتاعي قبل ما أنزل، بسرعة يلا.
ماكنتش فاهمة حاجة من اللي بتحصل، قومت من مكاني وقربت من أوضة مازن، خبطت على الباب مرة واتنين، بس ماردش، ساعتها فهمت انها فعلا تهيؤات، لفيت عشان أرجع مكاني وأنا بمسح دموعي، بس قبل ما أخرج من الممر اللي بين الأوض، سمعت حركة ورايا، دورت بسرعة، ساعتها وقفت مصدومة، مش مستوعبة انه قدامي، جريت عليه وخدته في حضني، كنت مبسوطة انه حي، بس ازاي وامتى حصل ده مش عارفة، انهرت من العياط، حاولت أحكيله اللي حصل، بس كان بيتعامل ببرود غريب، بعدني عنه شوية وقالي…
-النسكافية يا صفية، النسكافية عشان ماأتأخرش.
-حاضر، حاضر.
جريت على المطبخ، الفرحة ماكنتش سيعاني، كنت بقول لنفسي…
– نص العما ولا العما كله.
وجود مازن هيعوضني عن اللي حصلهم، وقفت أعمله النسكافية، عارف لما تحاول تكذب على نفسك، أنا شوفت مازن غرقان في دمه، حضرت دفنته، ازاي عايش وطالب مني نسكافية، أكيد في حاجة غلط، حضرت النسكافية وخدته وروحتله، وقفت قدام باب الأوضة، ومرة واحدة فتحت الباب من غير ما أخبط، وقفت مذهولة، كانت فاضية، دورت عليه في كل مكان، ملوش أثر، فكرته نزل يجيب حاجة، بس لما بصيت على باب الشقة، لقيته مقفول من جوه زي ما كنت سيباه، مستحيل يخرج والباب مقفول، جسمي اتنفض مرة واحدة، بصيت حواليا بخوف، قعدت على الكنبة وضميت رجليا، كنت مفتقده إحساس الأمان اللي كان مالي حياتي قبل كده، فجأة، الجرس رن، كشيت في نفسي أكتر، بصيت للباب برعب، بعد ثواني، سمعت صوت خالي وهو بيخبط جامد على الباب وبيقول…
-افتحي يا زفته، عارف انك جوه، بتبلغي عليا يا بنت غادة، ما هي ماكنتش فاضية تربيكي.
قومت من مكاني بسرعة، فتحت الباب وحاولت أفهمه اللي حصل وأهديه، بس صوت كان عالي أوي، لدرجة ان طنط فاطمة،
طلعت من شقتها وفضلت تزعق فيه وتقوله…
-اسكتي يا ست انتي، مالكيش فيه أصلا.
-لا ليا وليا، يومك مش معدي النهاردة أصلا.
حاولت أوقف الخناقة اللي كانت على وشك انها تولع بينهم، وقفت في النص وبصيتلها وقولتلها…
-اهدي يا طنط فاطمة، ده خالو مختار.
-خالك، حالك أخو أمك؟
-أيوه يا ستي خالها، هوينا بقى وسيبيني أتكلم معاها.
-ولو برضة مش هسيبهالك، ايه عاوز تقتلها زي ما قتلتهم.
-يادي النهار اللي مش فايت، انتوا هبل، أقتل أختي، هو اه أنا محتاج فلوس، بس ماتوصلش لدرجة القتل.
-عمتا البوليس عرف كل حاجة، وهما هيعملوا تحرياتهم ويتأكدوا.
-منا لسه جاي من النيابة يا ست انتي، لو أنا متهم، أو ماسكين عليا حاجة هيسيبوني ليه؟
-واحنا ايه عرفنا، قصره عاوز ايه من البنت الغلبانة، سيبها في حالها بقى.
-عاوز أعرف ليه شاكة اني ممكن أكون عملت فيهم كده.
-ما قولتلك سيبها في حالها، وكيل النيابة سألها جاوبت، مأجرمتش، بعدين هي ماتهمتكش، هي حكت اللي حصل منك ومن المخفي عمها.
-كده يا صفية، بتشكي في خالك، عشان حتة شقة.
-ياريتك افتكرت انها حتة شقة وانت بتهين أمي قدامنا.
-ماشي، عمتا أنا جاي أقولك اني مش عاوزها، خليهالك.
-تشكر يا أخويا ما كان من الأول ولا لازم أختك تتقتل عشان تحس.
-بقولك ايه يا ست انتي، مش عارف أصلا ايه اللي حاشرك في الكلام، أنا جاي لبنت أختي.
-لا من النهاردة مالكش دعوة بيها، بقت مسؤولة مني وشوف انت ليك كام في الشقة وأخلصك أنا وجوزي فيهم، بس حل عنها.
-أنت عاجبك الكلام ده، ساكتالها ليه يا صفية؟
-امشي، اللي بيني وبينك ماتت.
-بقى كدة، ماشي يا بنت أختي.
طنط فاطمة شدتني لحضنها، فضلت تطبطب عليا وهي بتقولي…
-ماتخافيش، احنا في ضهرك، معاكي مش هنسيبك يا بنتي.
-ربنا يخليكي ليا يا طنط فاطمة.
-ويخليكي لينا يا ضنايا، لو مابتعمليش حاجة، البسي حاجة على شعرك وهاتي مفتاح الشقة وتعالي اقعدي معانا، نتغدى سوا وارجعي على النوم.
-لا عشان…
-من غير لا يلا بلاش تضايقيني.
-حاضر يا طنط.
دخلت خدت المفتاح والخمار بتاع ماما اللي كانت بتحطه دايما جنب الباب، لبسته وقفلت الشقة، لقيت طنط فاطمة سيبالي الباب متوارب، دخلته وقفلت ورايا، صوتها كان جاي من المطبخ، دخلت لقيتها واقفة بتطبخ، لفت وشها وقالتلي…
-اسحبي كرسي واقعدي على ما أخلص.
-حاضر يا طنط، مش عاوزاني أساعدك بأي حاجة.
-يا سلام وأنا أطول، تعرفي تحضري السلطة؟
-أيوه طبعا.
-خلاص طلعي الخضار من التلاجة واغسليه واعمليها.
الوقت عدى بسرعة في وسطهم، بس فجأة واحنا قاعدين، سمعت صوت جرس الباب بتاع شقتنا، اتنفضت من مكاني بسرعة وجريت على الباب، فتحته واتصدمت ماكنش في حد موجود، كنت لسه بلف عشان أدخل، لقيت طنط فاطمة واقفة ورايا أول ما قفلت الباب وبتقولي…
-في ايه يا بنتي مالك؟
-مافيش بس بيتهيألي اني سمعت الجرس بتاع الباب.
-انتي مستنية حد ولا ايه؟
-لا خالص، أنا مش عارفة أصلا طلع مين، لأني لما فتحت مالقتش حد.
-يمكن حد من ولاد الجيران ولا حاجة، انتي عارفة العمارة، خلاص لمت، بقى فيها شوية سكان مايتعاشروش.
-ممكن فعلا.
-تعالي، تعالي ماتتعبيش دماغك بالتفكير، ده أنا عاملة صينية بسبوسة.. انما ايه حكاية.
-يا طنط بقى.
-من غير لا طنط ولا حاجة، يلا اسمعي الكلام وامشي قدامي.
قعدت معاهم وعلى الساعة عشرة، استأذنت منهم عشان أروح الشقة، ماكانوش موافقين أبات لواحدي، بس قدام اصراري ما قدروش يقنعوني أبات عندهم، خصوصا ان عندهم ولد أكبر مني بكام سنة، أينعم هو أغلب الوقت مش موجود في البيت عشان بيشتغل، بس أكيد في النهاية بيرجع ينام في سريره، ازاي اتطفل عليه، رجعت شقتنا وقفلت الباب عليا، مااعرفش ليه كنت شامة ريحة البرفيم بتاع بابا اللي كان بيحطه وهو نازل، اتأثرت شوية واتهزيت، لا اراديا لقيت رجليا وخداني لأوضتهم، فتحت الباب ودخلت، وكيل النيابة حرج عليا ما ادخلهاش، بس أعتقد خلاص رفعوا البصمات والموضوع انتهى، قربت من التسريحة، كل حاجة كانت عليها في مكانها، ماعدا، البرفيم اللي بابا كان متعود يحطه، بلعت ريقي بخوف، بصيت حواليا وفضلت أقول…
-استغفر الله العظيم، اللهم احفظنا، هو ايه اللي بيحصل ده.
رجعت ازازة البرفيوم مكانها، وخرجت من الأوضة، كنت حاسة ان قلبي بيدق بسرعة جدا، لدرجة اني كنت خايفة يقف، جريت على البلكونة، وقفت فيها، كمحاولة اني آخد نفسي، يمكن أنسى كل اللي حصل وأتقبل حياتي الجديدة، بس ماأعرفش ليه كان مسيطر عليا إحساس العجز، الخوف والضعف، كأن في حد معايا جوه في الشقة، بس مين ما أعرفش.
الليلة دي كلها، كانت كوابيس بتسلم كوابيس، لدرجة اني قومت من النوم مخضوضة، مش قادرة أفتح عينيا من الصداع، بس صوت الجرس والخبط على الباب، خلوني اتنفض من مكاني، قومت بسرعة عشان أفتح الباب، اتصدمت لما لقيت محضر جايبلي استدعى، ماكنتش فاهمة في ايه، فخبطت على عمو مصطفى وسألته فقالي…
-ماتخافيش ده اجراء روتيني، بس النيابة أكيد راعت حالة الصدمة اللي انتي فيها، فسابوكي يومين.
-أيوه، يعني هما هيعملوا معايا ايه دلوقتي؟
-ولا حاجة، هياخدوا اقوالك، تمضي عليها، تعرفي اللي وصلوله، وتمشي.
-طيب تمام.
-هاجي معاكي عشان ماتبقيش قلقانة.
تسلم يا عمو، أنا مبوظالكوا حياتكوا معايا.
-ماتقوليش كده، عيب، الجيران لبعضها.
راح معايا النيابة، خدوا أقوالي، حكيت نفس اللي حصل بنفس التفاصيل، لكن قبل ما أمضي على اللي قولته، وكيل النيابة بصلي وقالي…
-تعرفي يا صفية ان والدك كان متجوز على والدتك؟
تنحت، ماكنتش عارفة أستوعب اللي بيقوله، بس لقيتني بنفعل عليه في الكلام…
-مستحيل بابا يعمل كده، كل وقته كان معانا ولينا.
-تفتكري خبر زي ده لو مامتك عرفته، ممكن تقتل باباكي وأخوكي وتنتحر بعدها؟
-اللي حضرتك بتقوله ده خيال علمي، طيب لما في احتمال انها تكون عملت كده، ماقاتلتنيش معاهم ليه؟
-يمكن بتحبك، عايزة تديكي فرصة تعيشي.
-لنفترض ان كلام حضرتك صح، ليه قتلت مازن؟ دي مشكلة زوجية احنا مالناش علاقة بيها.
-كل الستات في وقت صدمتهم وعصبيتهم مش بيشوفوا قدامهم، ممكن تكون مفكره انها كده بتمنع واحدة تانيه من نفس المصير اللي مازن ممكن يعملوا فيها لما يتجوز.
-لا لا، ماما أعقل من كده، مستحيل، وبعدين هو ايه اللي يثبت ان بابا متجوز؟
– مراته التانية، ابنه وقسيمة الجواز وشهادة ميلاد ابنه، كل دول مش كفاية؟
-ممكن كل ده يكون مزور.
-احنا هنتأكد طبعا من حاجة زي دي.
-تمام، ايه المطلوب مني دلوقتي؟
-هي موجودة هنا، لو تحبي تقعدي وتكلمي معاها.
-موجودة هنا فين، مقبوض عليها؟
-هي اللي جت وقدمت الورق وطلبت تطلع على سير التحقيقات مع المحامية بتاعتها بصفتها زوجة للقتيل.
-أنا مش عارفة أستوعب حاجة من اللي بيحصل حواليا.
-مقدر حالتك النفسية، عشان كده، سيبتك تهدي الأول، قبل ما نثبت أقوالك في محضر رسمي، على فكرة، حققنا مع عمك وخالك، واحد كان في شغله وقت وقوع الجريمة والتاني كان مسافر البلد.
-أومال مين اللي هيكون قتلهم؟
-كان ممكن أقول القاتل عمل كده بغرض سرقة، بس ماكنش في أي أثر يدل على كدة.
-مش عارفة، حاسة ان دماغي واقفة.
-بصي يا صفية، هاخد لفة سريعة كده وهبعتلك مرات أبوكي، اتكلمي معاها شوية، حاولي تتمالكي أعصابك.
خرج وسابني في المكتب، بعد كام دقيقة، العسكري فتح الباب، دخلت منه واحدة شكلها مايزدش عن خمسة وتلاتين سنة، قعدت على الكرسي اللي قدامي، فضلت متنحلها، مش عارفة أتكلم، ولا عندي أصلا كلام أقوله، دي مرات أبويا إزاي؟
فتحت هي الكلام الأول، الغريب ان كان مفروض اتعصب واتنرفز وماصدقهاش، بس أنا كنت ساكته وهادية ومصدقاها، إحساس جوايا كان بيقولي انها مش بتكدب، لما خلصت كلامها بصيتلها شوية، فضلت ساكته وفجأة سألتها…
-هو اتجوزك ليه؟ عشان صغيرة وحلوة ولسة شباب، معقولة بابا وحش كدة؟
-انتي حكمتي عليا بشكلي، عشان بهتم بلبسي ومظهري، ببان ضغيرة، لكن في الحقيقة أنا عندي 55 سنة، أصفر من أبوكي بسنة ونص، كان زميلي في الجامعة، حبني قبل حتى ما يشوف والدتك، بس للأسف قصة حبنا دي ماكنش مكتوبلها تكمل في الوقت ده، بعدها اتقابلنا صدفة، واللي معرفناش نحققه زمان حققناه دلوقتي، أنا كل اللي عيزاه اني أوصل للي عمل كده في جوزي، أعتقد ان دي حاجة ماتضايقكيش.
-تفتكري ممكن يكون حكى لماما موضوع جوازكم، أو عرفت من بره وعملت كده وخلصت على نفسها في الآخر؟
-مفيش واحدة هتقتل ابنها، آه الستات الأيام دي بتقتل رجالتها وتقطعهم وتعملهم كفته وتعزم أهل المنطقة عليهم، بس لا في حاجة غلط، مش مفهومة، حلقة ناقصة، مش ههدى ولا هرتاح غير لما أوصلها، وآخد حق جوزي حبيبي من الشخص اللي عمل فيه كده وحرمني أنا وابنه منه.
-هو معاكي هنا؟
-لا طبعا، مستحيل أدخله في الحوارات دي، يا حبة عيني ده أنا قولتله بابا جاتله سفرية طويلة شوية، على ما أشوف همهدله الخبر ازاي؟
-ان شاء الله النيابة توصل للي عمل فيهم كده، عشان ياخد جزاءه ونرتاح كلنا.
-باذن الله، هتابع القضية ولو في حاجة يا صفية هبلغك، ولو انتي احتاجتي أي حاجة أنا موجودة، انتي من ريحة المرحوم.
-ربنا يخليكي، متشكرة.
-أنا مش بعزم عليكي، ده بيت أبوكي وابني أخوكي، فأي وقت احنا موجودين.
-تسلميلي يارب.
كنت حاسة ان ابتسامتي ليها، خيانة لأمي، عشان كده، استأذنت منها وخدت نفسي وخرجت من المكتب، لقيت عمو مصطفى مستنيني برة، رجعنا البيت عندهم، قعدنا نتغدى، ماقدرتش أخبي عليهم، رغم اني عارفة ان ده ممكن يهز صورة بابا في عينيه، سيبت المعلقة وحكيتلهم اللي حصل، ماحدش كان مصدق ان بابا ممكن يطلع متجوز على ماما، ماقدرتش أكمل أكلي، سيبتهم وجريت على شقتنا، دخلت أوضتي، اترميت على سريري وفضلت أعيط، سمعت صوت الإنذار بتاع الغسالة وهو جاي من المطبخ، قومت أشوف ايه اللي بيحصل لقيتها مطفية، كنت مقتنعة ان في حاجات غريبة بتحصل، أكبر من التهيؤات وكل ده، بس مافيش تفسير عندي، أصواتهم اللي أوقات بسمعها في الصالة، وغيرها كتير، كنت حاسة ان فاضلي شعرة على الجنان، خوفت احكي لحد من اللي حواليا، لحد ما لقتني في يوم هنا، من غير ما أعرف ايه اللي حصل.
******
-يعني انتي عاوزة تقنعيني انك مش فاكرة سبب وجودك هنا يا صفية؟
-مش فاكرة، أنا بشوف فلاشات غريبة بتتكرر قدامي، مش عارفة دي حصلت، ولا أنا اللي اتجننت بجد زي ما بيقولوا، أرجوكي، أنا مش مجنونة، خليهم يمشوني من هنا، عايزة أرجع البيت، أوضتي وحشتني أوي.
-حاضر اهدي، هتكلم مع الدكتور المشرف على حالتك الأول، بعدها نشوف ايه الدنيا.
فضلت تهز راسها وهي مبتسمة، سيبتها وخرجت من الأوضة على مكتب دكتور علي، كان قاعد مستنيني، أول ما دخلت ابتسم وقالي…
-ها، اتكلمت معاكي؟
-أيوه.
حكيتله كل حاجة قالتلهالي بالتفصيل، بعد ما خلصت كلامي، رجع بضهره على الكرسي وربع ايديه قدامه وقالي…
-نوع المهدأ اللي كانت بتستعمله فعلا مؤذي، قادر يحذف يوم كامل من حياة اللي بياخده بكميات وباستمرار.
-أنا مش فاهمة حاجة خالص.
-ماكنش فيه في مسرح الجريمة بصمات لحد غريب، الأب والأم والابن اتقتلوا، صفية اللي فضلت عايشة، بس ماكنش في دليل ضدها، لحد ما…
-ثانية، ثانية صفية هي اللي قتلتهم؟
-اه بس ماكنتش في وعيها، كانت بتاخد منوم بجرعة زيادة عشان عندها اضطرابات في النوم.
-منوم ايه الي يخلي الانسان يرتكب جريمة قتل؟
-هي ماكنتش بتاخد قرص أو اتنين، دي استمرت عليه لفترات، لدرجة انها كانت بتنسى انها خدته وترجع تاخده تاني، احنا كدكاترة عارفين ان النوع ده بيتلف الأعصاب ومع الوقت بيمسح الذاكرة، زي ما حصل مع صفية، هي فعلا ارتكبت جريمتها، قامت تاني يوم مش فاكرة حاجة.
-طيب ازاي هي مش فاكرة انها ارتكبت الجريمة، وازاي البوليس عرف ووصل للحقيقة.
-الدور الخامس، كان في عيادة دكتور نفسي، واحنا بنحقق مع الجيران، قال ان صفية أصلا بتعاني من أرق وبتاخد مهدآت، ماكنش في تفسير للي حصل غير كده، هي ارتكبت الجريمة تحت تأثير المهدأ، اللي أكد ده، لما حاولت تقتل مرات أبوها قدام جيرانهم وبعدها أغمى عليها، اما صحت، ماكنتش فاكرة أي حاجة من اللي حصل ده.
-معقولة في مهدأ ممكن يعمل كل ده؟
-الأسوء مش في المهدأ، المصيبة انه بيتصرف عادي من أي صيدلية من غير روشته، مع تكراره بشكل مستمر بيسبب ادمان، مهما زودتي الجرعة بيبقى خلاص، فبتلاقي نفسك بتاخدي معاه حاجة تانية عشان تصد معاكي.
-هي وضعها ايه دلوقتي؟
للأسف حالتها مش بتستجيب للعلاج بشكل سريع، أوقات بحس انها عندها شغف عشان تخف، وأوقات تانية بحسها بتنتقم من نفسها وعاوزة تموت وتحصل أهلها.
-مش عارفة أقولك ايه بصراحة، بس حقيقي اللي حصلها أثر فيا أوي.
-لو أثر فيكي بجد انصحي اللي حواليكي بلاش المهدآت تبقى الحل السهل لمشاكلهم، الهروب ضعف وبداية لطريق مالوش نهاية، كلنا بنوصف المهدآت لفترات معينة، هما بياخدوها لفترات أطول، بيوصفوها لبعض من غير روشتات وحاجة آخر زفت.
-حاضر أوعدك اني هعمل كده.
طول الطريق وأنا مروحة البيت، كنت شايفة صفية في أختي وبنت خالتي، ممكن في عبده أخويا، فاي حد قريب أو بعيد، ربنا يسترها علينا كلنا ويبعدنا عن الطريق ده، لأن أخرته وحشة، وحشة أوووووي.
تمت بحمد الله.